الأحد، 20 سبتمبر 2015

هنيئاً لمن ربح








الحمدلله وحده ، والصلاة و السلام على من لا نبي بعده .... وبعد
إن أعمار هذه الأمة أيها الأحبة هي أقصر أعماراً من الأمم السابقة كما قال صلى الله عليه وسلم :( أعمار أمتي بين الستين والسبعين )
و لكن الله بمنه و كرمه عوَّضها بأن جعل لها كثيراً من الأعمال الصالحة ، التي تُبارك في العمر ، فكأنَّ من عملها رُزق عمراً طويلاً ، و من ذلك عشر ذي الحجة ، التي ورد في فضلها آيات كثيرة و أحاديث .
قال تعالى :( و الفجر . و ليال عشر ) قال ابن كثير رحمه الله :( المراد بها عشر ذي الحجة )
و جاء في فضلها أنه لا يفضلها شيئ من الأعمال الصالحة حتى الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام ، إلا رجل خرج للجهاد بماله و نفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء .
أرأيتم إلى عِظم العمل في هذه الأيام ، و الجزاء العظيم و الثواب الكثير لمن استغلها ! ، فما بالنا نتقاعس و كأننا لسنا بحاجة ما يرفع درجاتنا عند ربنا ؟! و نضع في كتابنا ما يسرنا ذلك اليوم .
فهذه الأيام نفحة من نفحات رحمة ربنا ، فلنُري الله من أنفسنا خيراً .
و انظروا لحال السلف أيها الأحبة و هم أكثر منَّا عملاً و جهاداً و تضحية ، إذا ما جاءت هذه المواسم استغلوها و تنقلوا فيها من طاعة إلى طاعة ، كان سعيد بن الجبير رحمه الله : إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما كادَ يُقدر عليه .
قال ابن حجر رحمه الله : و الذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه ، و هي : الصلاة و الصيام و الصدقة و الحج ، و لا يأتي ذلك في غيره .
و قال ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف : ( لما كان الله سبحانه قد وضع في نفوس عباده حنيناً إلى مشاهدة بيت الله الحرام ، و ليس كل أحد قادر على مشاهدته كل عام ، فرص على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره ، و جعل موسم العشر مشتركاً بين السائرين و القاعدين ) .
فاحرص أخي و أختي على اغتنام الساعات و المحافظة على الأوقات ، وانتهاز فرصة أن بلَّغك الله هذه العشر لتنال الخير الكثير .
و اعلم أن أعظم ما تُستقبل به مواسم الطاعات التوبة الصادقة لله ، و التوبة ليست لأحد دون أحد ، كما قال سبحانه : ( و توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ) و المفرطون من باب أولى .
و أعظم ما يُحفزك لاستغلال هذه العشر ، عِلمك أن الله يُحب الأعمال الصالحة فيها أكثر من غيرها .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله 
و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
اللهمَّ وفقنا إلى عمل الطاعات و الفوز بالجنات ، اللهمّ أعنَّا على ذكرك وشكرك و حسن عبادتك .
و بالله التوفيق ، و صلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم .



بقلم الشيخ / شجاع سعود الدوسري
داعيــــــة إسلامي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق